بيير بورديو والشباب: البحث في تشكيل الهوية الاجتماعية


بيير بورديو والشباب: البحث في تشكيل الهوية الاجتماعية

يُعد بيير بورديو واحدًا من أبرز علماء الاجتماع في القرن العشرين، وقد قدم العديد من الأفكار والنظريات التي أثرت بشكل كبير على فهمنا للمجتمع والثقافة، واحدة من المواضيع التي اهتم بها بشكل خاص هي فهم دور الشباب في المجتمع، وكيف يتأثرون بالعوامل الاجتماعية والثقافية المحيطة بهم، في هذه المقالة، سنقوم بتقديم نبذة عن بيير بورديو ونشرح بعض أهم أفكاره حول الشباب.

بيير بورديو والشباب
بيير بورديو والشباب: البحث في تشكيل الهوية الاجتماعية

من هو بيير بورديو؟

بيير بورديو (1930-2002) هو عالم اجتماع فرنسي، وُلد في بوردو، فرنسا، حصل على شهادة الدكتوراه في الأنثروبولوجيا الاجتماعية من جامعة باريس في عام 1958 وعمل في جامعة نانت ومن ثم في جامعة باريس، اشتهر بأفكاره حول الثقافة والتعليم والطبقات الاجتماعية والشباب.

أفكار بورديو حول الشباب


الشباب وتشكيل الهوية الاجتماعية: بورديو يعتبر الشباب فترة مهمة في حياة الفرد حيث يقومون بتشكيل هويتهم الاجتماعية، إنهم يختبرون العديد من الأدوار والهويات المختلفة خلال هذه المرحلة.

الشباب كمجموعة اجتماعية:
بورديو يشير إلى أن الشباب ليسوا مجرد مجموعة عمرية، بل هم مجموعة اجتماعية تتأثر بقيم وتقاليد المجتمع الذي يعيشون فيه، إنهم يتفاعلون مع بيئتهم الاجتماعية ويشكلون جزءًا منها.

التأثيرات الاجتماعية والثقافية على الشباب: بورديو يؤكد على أن الشباب يتأثرون بالتربية والتعليم والقيم الاجتماعية التي يتعرضون لها، إن الثقافة والمجتمع يمكن أن يمارسا تأثيرًا كبيرًا على سلوك ومعتقدات الشباب.

الشباب كجيل المستقبل: بورديو يعتبر الشباب جيلًا مهمًا في تكوين الثقافة والتغيير في المجتمع، إنهم يمتلكون القدرة على تحدي المفاهيم القديمة وخلق ثقافة جديدة ،  تجدر الإشارة إلى أن بورديو لم يكن دائمًا متفائلًا بمدى تأثير الشباب، حيث رأى أنهم قد يتم التلاعب بهم من قبل الهياكل الاجتماعية القائمة.


إقتباسات بيير بورديو المتعلقة بمفهوم الشباب في أعماله


1. "الشباب هو الفترة التي تميز الفرد عن المجتمع والذات عن الآخرين."

2. "يمكن تفسير الشباب على أنها مرحلة تشكيل الهوية الاجتماعية والثقافية، وهي مرحلة حيوية في تكوين الذات."

3. "الشباب ليسوا مجرد مجموعة عمرية، بل هم مجموعة اجتماعية تتأثر بقيم وتقاليد المجتمع الذي يعيشون فيه."

4. "الشباب لا يمكن فصلهم عن بيئتهم وسياقهم الاجتماعي، إنهم يتأثرون بالتربية والتعليم والقيم الاجتماعية التي يعيشونها."

5. "الشباب هم جيل الثقافة والتغيير، إنهم يمتلكون القدرة على تحدي المفاهيم القديمة وخلق ثقافة جديدة."

هذه بعض الإقتباسات التي تمثل أفكار بيير بورديو حول الشباب ودورهم في المجتمع وتكوين هويتهم، تذكر أن هذه الإقتباسات مأخوذة من أعماله ومقالاته، ويمكن أن تجد مزيدًا من الأفكار والتفاصيل في كتبه وأبحاثه.

أهم أعمال بيير بورديو و غنتاجاته الفكرية


كتب بيير بورديو العديد من الأعمال المهمة في مجال علم الاجتماع و الفلسفة، وتأثرت بها دراسات الثقافة والمجتمع بشكل كبير، إليك بعضًا من أهم أعماله:

ريبودوكشن في الثقافة والسلطة (Reproduction in Education, Society and Culture): هذا الكتاب الذي نشر عام 1977 بالتعاون مع جان كلود باسكال يعد واحدًا من أهم أعمال بورديو. يتناول الكتاب دور التعليم في إعادة إنتاج الهياكل الاجتماعية والثقافية.

الأسلوب: موسيقى ورياضة ولعبة (Distinction: A Social Critique of the Judgement of Taste): نُشر هذا الكتاب في عام 1979، ويتعمق في دراسة الذوق والتفضيلات الثقافية وكيف يتأثر بها الطبقات الاجتماعية المختلفة.

الأسلوب والأسلوبيات (The Logic of Practice): هذا الكتاب الذي نُشر عام 1980 يتناول المفهوم الرئيسي للعمل الميداني والأساليب التي يستخدمها الأفراد في تحقيق أهدافهم.

الفيلسوف والسوفيولوجي: تطور الفكر الفلسفي منذ الحداثة (The Philosopher and His Poor): نُشر هذا الكتاب في عام 1987 ويعالج العلاقة بين الفلسفة والسوسيولوجيا وكيف يمكن للفلسفة أن تلعب دورًا في تحليل وتفسير التحولات الاجتماعية.

الشباب والثقافة (Youth and the Social Question): هذا الكتاب الذي نُشر عام 1990 يستكشف مفهوم الشباب ودورهم في المجتمع وكيف يتأثرون بالعوامل الاجتماعية والثقافية.

ميدان السلطة (The Field of Cultural Production): هذا الكتاب الذي نُشر عام 1993 يتناول موضوع الإنتاج الثقافي والفني وكيف تتم ممارستها وتقييمها في المجتمع.

هذه مجرد نماذج من أعمال بورديو الهامة، ولكن لديه العديد من الكتب والأبحاث الأخرى التي استفادت منها مجالات متعددة من علم الاجتماع والفلسفة والثقافة، تظل أفكاره موضوعًا رئيسيًا في النقاشات الحالية حول الهوية والسلطة والثقافة.

استنتاج

بيير بورديو كان عالم اجتماع بارزًا قدم العديد من الأفكار حول دور الشباب في المجتمع وكيف تتأثر هويتهم بالعوامل الاجتماعية والثقافية، إنه أثر بشكل كبير على مجال الاجتماع والتفكير في العديد من المسائل المتعلقة بالثقافة والتعليم والتغيير الاجتماعي، تظل أفكاره حول الشباب ودورهم في المجتمع موضوعًا هامًا للبحث والتفكير في عالمنا المعاصر.

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال